مودة ورحمة (3): ما أجمل التوجيه النبوي للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه حين خطب امرأة من الأنصار:" اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا"
فبالإضافة لإباحة النظر المنضبط بضوابط الشرع، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أسس لقاعدة مهمة في مرحلة الخطوبة قبل الزواج "فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" أي تكون بينكما محبة ومودة ينتج عنها ألفة بين الخاطبين، يتبعها الموافقة على إجراء العقد، فالحديث أشار إلى التآلف القلبي من الطرفين (بينكما) وليس من طرف واحد فقط، وهذا قد يتعدى النظرة إلى تبادل أطراف الحديث مما يزيد من الألفة والمحبة.
مودة ورحمة (4): استكمالا لحديث "فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"..
تعد مرحلة الخطوبة مرحلة تأسيس للحياة الزوجية.. وهي في الوقت نفسه مرحلة تأسيس لعلاقة المودة والرحمة بين الخاطبين.. ومما يرتكب من أخطاء في هذه المرحلة عدم السماح للخاطبين بالتحدث معا (ضمن الضوابط الشرعية) لتزداد الألفة بينهما من جهة.. وتنجلي بعض المخاوف التي تراود الطرفين من جهة أخرى .. إضافة إلى أنها فرصة للمصارحة لا أن تتحول إلى مرحلة أحلام بغير المستطاع.. فأحلام الفتاة في تلك المرحلة فيمن يأتي وينزلها عن الفرس.. ثم تتفاجأ بواقع مختلف.. وهنا تبدأ الخلافات بين الزوجين.
تعليقات
إرسال تعليق